اتفق ممثلون عن القطاع الخاص الاردني ونظيره البرازيلي على العمل معا لتحقيق منافع اقتصادية وبناء شراكات تصنع المستقبل الاقتصادي المشترك للبلدين.
واكدوا خلال مشاركتهم باليوم الاقتصادي الاردني الذي اقيم بمدينة ساوباولو على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي –البرازيلي أهمية الارتقاء بمستوى العلاقات التجارية الثنائية القائمة بين البلدين والتوجه نحو اقامة شراكات استثمارية.
وتم خلال اليوم الاقتصادي الاردني الذي نظمته غرفة تجارة الاردن بمقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في مدينة ساوباولو عرض الفرص الاستثمارية المتوفرة بالمملكة بمختلف القطاعات والحوافز والمزايا المقدمة للمستثمرين.
وقال رئيس غرفة تجارة الاردن نائل الكباريتي ان بلدينا يستطيعان صناعة التاريخ الاقتصادي بينهما مستندين على عمق علاقاتهما التاريخية الممتدة عبر سبعة عقود والتي تقوم على الاحترام المتبادل والنظرة المشتركة حيال القضايا السياسية التي تهم منطقتنا وبمقدمتها قضية القدس.
واكد أن القطاع الخاص الاردني يسعى نحو بناء أفضل العلاقات بين الأردن والعالم المبنية على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.
واضاف ان القطاع الخاص الأردني يرى ان هناك امكانيات كبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الاردن والبرازيل لتوفر مقومات ومزايا وخبرات استثمارية، داعيا أصحاب الاعمال من البلدين لبذل جهود مشتركة من أجل التعرف على علامات التميز في القطاعات والخبرات التقنية وتبادل المعرفة.
وحدد الكباريتي 10 نقاط تدعم الاستثمار بالاردن، وهي: قيادة حكيمة والامن والامان والموقع الاستراتيجي وبيئة سياسية مستقرة واقتصاد حر مفتوح واستقرار النمو الاقتصادي وجاذبية مناخ الاستثمار وحزمة من الحوافز.
ومن الاسباب ايضا التي تدعم الاستثمار بالاردن الوصول الى الاسواق العالمية وذلك من خلال الاتفاقيات الموقعة مع العديد من دول العالم والمناطق الحرة والمدن الصناعية والمناطق المؤهلة لاستقطاب كافة أنواع الاستثمارات.
واشار الى اسباب اخرى منها الموارد البشرية المؤهلة وبنية تحتية قوية وشبكة اتصالات عالية المستوى والتعايش الديني المميز وارتفاع نسبة الرفاهية وفرص استثمارية متاحة ضمن قوانين عصرية حديثة متطابقة مع المعايير الدولية.
وقال العين الكباريتي ان ابواب المملكة مفتوحة امام الاستثمارات البرازيلية من خلال شراكات مع الشركات الاردنية في العديد من القطاعات الواعدة، مؤكدا ان غرفة تجارة الاردن على اتم الاستعداد لوضع امكانياتها لتقديم اي مساعدة ممكنة بهذا الخصوص.
من جهته، قال رئيس غرفة تجارة عمان العين عيسى حيدر مراد ان الاردن والبرازيل يتمتعان بعلاقات تاريخية وسياسية راسخة وسيحتفلان العام المقبل بمرور 70 عاما على تأسيسها وهناك مجالات واسعة لتوسيعها.
واشار خلال اليوم الاقتصادي الاردني الذي تخلله لقاءات ثنائية بين الشركات الاردنية المشاركة ونظيرتها البرازيلية الى الاتفاقية التي تم توقيعها اخيرا بين البلدين لتعزيز التعاون الفني في قطاعات الزراعة والصحة والتعليم وغيرها.
واضاف ان القطاع الخاص الاردني حريص على التشارك مع نظيره البرازيلي لوضع خارطة طريق لعلاقات البلدين التجارية والاستثمارية لتوسيع قاعدة السلع والمنتجات المتبادلة.
ولفت الى الفرص الاستثمارية التي يمكن لاصحاب الاعمال البرازيليين الاستفادة منها بقطاعات استراتيجية كالنقل والطاقة المتجددة والمياه والخدمات الصحية والسياحة وسكك الحديد وتكنولوجيا المعلومات والبنى التحتية.
وبين ان القطاع الخاص يتطلع إلى دخول العلاقات الاقتصادية الأردنية - البرازيلية مرحلة جديدةً من التعاون والتنسيق وتأسيس أرضية صلبة تنطلق منها لافاق مستقبلية أكثر قوة ومتانة، مؤكدا ان الاردن يرغب بان تكون البرازيل بوابة لدخول اسواق جنوب دول امريكا اللاتينية.
من جهته، أكد رئيس غرفة صناعة عمان العين زياد الحمصي أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن والبرازيل، خصوصا وأن السوق البرازيلية تعتبر من الاسواق الكبيرة الواعدة للصناعات الأردنية ومدخلاً للقارة الأمريكية الجنوبية.
واوضح أن حجم التبادل التجاري بين الأردن والبرازيل لا يعكس قدرات البلدين التصنيعية والتجارية رغم وجود فرص كبيرة غير مستغلة للتجارة مع الجانب البرازيلي منها البلاستيك ومصنوعاته والأدوية والأسمدة وعدد من الآلات الكهربائية والمعدات الصناعية.
ودعا العين الحمصي اصحاب الاعمال البرازيليين الى التفكير جديا بالاستثمار بالاردن والاستفادة من المزايا والحوافز والفرص الاقتصادية المتوفرة، واعتبار المملكة بوابة لهم للمشاركة بمشروعات اعادة الاعمار بالعراق وسوريا.
واشار إلى أن الاهتمام بالسوق البرازيلية يأتي في ظل وجودها ضمن تجمع "الميركوسور" وهو أبرز اندماج اقتصادي بأمريكا الجنوبية ويضم البرازيل والأرجنتين والأوروغواي وفنزويلا بعدد سكان يتجاوز 250 مليون نسمة وبناتج محلي إجمالي يصل إلى ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للقارة اللاتينية كاملة، ما يفتح مزيداً من الآمال بفتح وتعزيز وتسهيل النفاذ للاسواق الدولية غير التقليدية للصادرات الأردنية.
الى ذلك، شدد رئيس الغرفة التجارية العربية- البرازيلية روبنز حنون على ضرورة التشارك بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين للعمل معا لصناعة التاريخ الاقتصادي وفتح صفحة جديدة لعلاقاتهما التجارية والاستثمارية.
وقال ان الاردن يمتلك فرصا هائلة من الاستثمارات يمكن لاصحاب الاعمال البرازيليين الاستفادة منها وهو ما اكتشفه خلال زيارته الاخيرة الى المملكة، مشددا على ضرورة الاسراع وبناء شراكات استثمارية مشتركة بقطاعات واعدة.
واكد حنون ان الغرفة العربية البرازيلية ستكون الباب والمركز لاقامة الشراكات الاقتصادية بين الاردن والبرازيل سواء باقامة مشروعات استثمارية او بشراكات تجارية تسهم بدفع وتنمية علاقات البلدين بمختلف المجالات الاقتصادية.
بدوره، اكد السفير الاردني لدى البرازيل مالك الطوال خلال اليوم الاقتصادي الاردني الذي حضره النائب نصار القيسي والنائب رائد الخزاعلة والوفد الاقتصادي الاردني، ان السفارة على استعداد لتقديم كل التسهيلات والمعلومات التي يحتاجها القطاع الخاص والتي تسهم في تطوير علاقات البلدين التجارية.
واشار الى وجود اهتمام اردني كبير ورغبة قوية من الدولة الاردنية بخصوص تنمية وتعزيز علاقات البلدين الصديقين التجارية والاستثمارية والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتوفرة لدى الجانبين.
الى ذلك، ركز رئيس لجنة الصداقة الاردنية البرازيلية النائب اندريه حواري على حالة الامن والاستقرار التي تعيشها المملكة التي وصفها بالحلم بالنسبة للمستثمرين، مؤكدا وجود فرص حقيقية لتعزيز علاقات البلدين الاقتصادية.
وقال ان الاردن يوفر الامن والقانون والديمقراطية وكلها مقومات لدعم الاستثمار والاعمال وهي ملاذ اصحاب الاعمال باي مكان، داعيا المستثمرين البرازيليين لاستغلال هذه المزايا لاقامة استثمارات بالمملكة.
وعرض عضو مجلس إدارة غرفة تجارة الاْردن ممثل قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فيها محمد طهبوب إنجازات القطاع في الاْردن موضحا ان القطاع الواعد يحقق دخلا سنويا يزيد على ملياري دولار سنويا ويقدم خدماته الرائدة لعدد من دول المنطقة والعالم بالاضافة للمملكة.
وبين ان قطاع تكنولوجيا الاتصالات يشكل لبنة الأساس لإنجاز مفهوم التحول الرقمي الذي انتهجه الاْردن في خطته الاستراتيجية للعام 2022 لتحقيق النمو الاقتصادي الوطني من خلال الاقتصاد الرقمي.
وحسب طهبوب يتوقع ان يقوم التحول الرقمي بخلق آلاف الوظائف الرقمية الحديثة في جميع القطاعات من خلال دمج خدمات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع القطاعات الصحية والتعليمية والنقل والمالية والسياحية والصناعية والتجارية بشتى اشكالها.
ودعا طهبوب الشركات البرازيلية لاستغلال إمكانات الاْردن وموقعه التجاري المتميزين لاستهداف أسواق المنطقة من خلال استثمارات تشاركية مع القطاع الخاص لإنشاء منصات اعمال الكترونية ومصانع ومحطات تصدير، والاستفادة من موقع المملكة المركزي واتفاقيات التجارة الحرة التي يتشارك فيها مع العديد من الدول.
كما قدم مدير التسويق الاقليمي في هيئة تنشيط السياحة مجد ابوعرقوب عرضا حول قطاع السياحة بالمملكة وعوامل الجذب السياحي، مشيرا الى ان الاردن يعتبر اكبر بلد صغير للتنوع الحيوي والسياحي والتاريخي نظرا لما يملكه من مواقع سياحية فريدة على مستوى العالم.
وركز على موقع المغطس وان عمادة السيد المسيح تمت بالجانب الشرقي لضفة نهر الاردن، مشيرا الى ان اعداد السياح البرازيليين الى الاردن زادت بنسبة 80 بالمئة خلال العام الماضي إذ وصل عددهم الى اكثر من عشرة الاف سائح.
واشار ابو عرقوب الى عدد السياح البرازيليين القادمين الى المملكة خلال اول شهرين من العام الحالي بلغ 1700 سائح، مؤكدا ان هذا يشير الى وجود آفاق جديدة لحركة السياحة البرازيلية باتجاه المملكة.
ولفت الى الامكانيات التي يوفرها الاردن للسائحين القادمين الى المملكة من مختلف دول العالم من خلال وجود 33 فندقا من فئة الخمس نجوم و31 فندقا من فئة اربعة نجوم و55 فندقا من فئة ثلاثة نجوم الى جانب المرافق الاخرى التي يحتاجها السائح بعموم المناطق.
وتم على هامش اليوم الاقتصادي توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة الاردن والغرفة التجارية العربية البرازيلية. (بترا)
07-نيسان-2018 00:00 ص